الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } * { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } * { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } * { فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }

{ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ } أي هذا العذاب { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } يكذبون به قال الله { مَا يَنظُرُونَ } أي ما ينتظر كفار آخر هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } يعني النفخة الأولى من إسرافيل بها يكون هلاكهم { تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } أي يختصمون في أسواقهم وحوائجهم { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } أن يوصوا { وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } من أسواقهم وحيث كانوا { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ } هذه النفخة الآخرة والصور قرن تجعل الأرواح فيه ثم ينفخ فيه صاحب الصور فيذهب كل روح إلى جسده { فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ } القبور إلى ربهم ينسلون أي يخرجون سراعا { قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } قال قتادة تكلم بأول هذه الآية أهل الضلالة وبآخرها أهل الإيمان قال أهل الضلالة { يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا } قال المؤمنون { هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ }.

وقولهم { مِن مَّرْقَدِنَا } هو ما بين النفختين لا يعذبون في قبورهم ما بين النفختين ويقال إنها أربعون سنة الأولى يميت الله بها كل حي والأخرى يحيي الله بها كل ميت إن كانت يعني ما كانت { إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً } يعني النفخة الثانية { فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ } المؤمنون والكافرون قال محمد من قرأ صيحة بالنصب فعلى معنى إن كانت تلك إلا صيحة.