الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ } * { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ }

{ وَٱللَّهُ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ ٱلرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ } يعني سقنا الماء في السحاب { إِلَىٰ بَلَدٍ مَّيِّتٍ } أي إلى أرض ليس فيها نبات.

ولما قال { إِلَىٰ بَلَدٍ } قال { مَّيِّتٍ } لأن البلد مذكر والمعنى على الأرض { كَذَلِكَ ٱلنُّشُورُ } أي هكذا تحيون بعد الموت بالماء يوم القيامة كما تحيا الأرض بالماء فتنبت يرسل الله مطرا منيا كمني الرجال فتنبت به جسمانهم ولحمانهم كما تنبت الأرض من الثرى يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فينطلق كل روح إلى جسده حتى يدخل فيه فيجيبوا إجابة رجل واحد سراعا إلى صاحب الصور إلى بيت المقدس { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلْعِزَّةُ جَمِيعاً } تفسير قتادة يقول من كان يريد العزة فليتعزز بطاعة الله { إِلَيْهِ يَصْعَدُ ٱلْكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ } هو التوحيد { وَٱلْعَمَلُ ٱلصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } التوحيد لا يرتفع العمل إلا بالتوحيد { وَٱلَّذِينَ يَمْكُرُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } أي يعملونها { وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ } أي عمل أولئك { هُوَ يَبُورُ } أي يفسد عند الله لأنه لا يقبل العمل الصالح إلا من المؤمن { وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } يعني خلق آدم { ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ } يعني نسل آدم { ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجاً } يعني ذكرا وأنثى والواحد زوج { وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ } تفسير الحسن وما يعمر من معمر حتى يبلغ أرذل العمر ولا ينقص من آخر عمر المعمر فيموت قبل أن يبلغ أرذل العمر { إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } هين.

قال سعيد بن جبير كتب في أول الصفحة أجله ثم كتب أسفل من ذلك ذهب يوم كذا وذهب يوم كذا حتى يأتي على أجله.