الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلاَّ نُفُوراً } * { ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً }

{ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } يعني لئلا تزولا { وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } وهذه صفة يقول إن زالتا ولن تزولا { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } نبي { لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } كقولهوَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } [الصافات: 167-169].

قال الله { فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } محمد { مَّا زَادَهُمْ } ذلك { إِلاَّ نُفُوراً } عن الإيمان { ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ } عن عبادة الله { وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ } يعني الشرك وما يمكرون برسول الله وبدينه { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } وهذا وعيد لهم.

قال محمد استكبارا منصوب مفعول له المعنى ما زادهم إلا نفورا للاستكبار.

{ فَهَلْ يَنظُرُونَ } ينتظرون { إِلاَّ سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ } أي سنة الله في الأولين أنهم إذا كذبوا رسلهم أهلكهم { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } لا يبدل الله بها غيرها { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً } أي لا تحول وأخر عذاب كفار آخر هذه الأمة إلى النفخة الأولى بالاستئصال بها يكون هلاكهم وقد عذب أوائل مشركي هذه الأمة بالسيف يوم بدر.