{ إِنَّ ٱللَّهَ يُمْسِكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ أَن تَزُولاَ } يعني لئلا تزولا { وَلَئِن زَالَتَآ إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ } وهذه صفة يقول إن زالتا ولن تزولا { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } نبي { لَّيَكُونُنَّ أَهْدَىٰ مِنْ إِحْدَى ٱلأُمَمِ } كقوله{ وَإِن كَانُواْ لَيَقُولُونَ * لَوْ أَنَّ عِندَنَا ذِكْراً مِّنَ ٱلأَوَّلِينَ * لَكُنَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } [الصافات: 167-169]. قال الله { فَلَمَّا جَآءَهُمْ نَذِيرٌ } محمد { مَّا زَادَهُمْ } ذلك { إِلاَّ نُفُوراً } عن الإيمان { ٱسْتِكْبَاراً فِي ٱلأَرْضِ } عن عبادة الله { وَمَكْرَ ٱلسَّيِّىءِ } يعني الشرك وما يمكرون برسول الله وبدينه { وَلاَ يَحِيقُ ٱلْمَكْرُ ٱلسَّيِّىءُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ } وهذا وعيد لهم. قال محمد استكبارا منصوب مفعول له المعنى ما زادهم إلا نفورا للاستكبار. { فَهَلْ يَنظُرُونَ } ينتظرون { إِلاَّ سُنَّتَ ٱلأَوَّلِينَ } أي سنة الله في الأولين أنهم إذا كذبوا رسلهم أهلكهم { فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً } لا يبدل الله بها غيرها { وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً } أي لا تحول وأخر عذاب كفار آخر هذه الأمة إلى النفخة الأولى بالاستئصال بها يكون هلاكهم وقد عذب أوائل مشركي هذه الأمة بالسيف يوم بدر.