{ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } يعني التوراة والإنجيل { ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا } اخترنا { مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ } إلى قوله{ يَدْخُلُونَهَا } [فاطر: 33]. يحيى عن النضر بن بلال عن أبان بن أبي عياش عن جعفر بن زيد وذكر حديثا فيه أن أبا الدرداء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذه الآية { ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا } إلى قوله:{ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا } [فاطر: 33] إلى آخر الآية قال فيجيء هذا السابق بالخيرات فيدخل الجنة بلا حساب ويجيء هذا المقتصد فيحاسب حسابا يسيرا ثم يتجاوز الله عنه ويجيء هذا الظالم لنفسه فيوقف ويعير ويوبخ ويعرف ذنوبه ثم يدخله الله الجنة بفضل رحمته فهم الذين قالوا{ ٱلْحَمْدُ للَّهِ ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ } [فاطر: 34] غفر الذنب الكبير وشكر العمل اليسير. يحيى عن أبي أمية عن ميمون بن سياه عن شهر بن حوشب أن عمر ابن الخطاب قال سابقنا سابق ومقتصدنا ناج وظالمنا مغفور له. ومن حديث يحيى بن محمد عن إبراهيم بن محمد عن صالح مولى التوءمة عن أبي الدرداء قال قرأ رسول الله هذه الآية فقال أما السابق فيدخل الجنة بغير حساب والمقتصد يحاسب حسابا يسيرا وأما الظالم لنفسه فيحبس في طول المحشر ثم يتجاوز الله عنه.