الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ فَلاَ فَوْتَ وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَقَدْ كَـفَرُواْ بِهِ مِن قَـبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } * { وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ }

{ وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ فَزِعُواْ } تفسير الحسن يعني النفخة الأولى التي يهلك بها كفار آخر هذه الأمة { فَلاَ فَوْتَ } أي لا يفوت أحد منهم دون أن يهلك بالعذاب { وَأُخِذُواْ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } يعني النفخة الآخرة قال الحسن وأي شيء أقرب من أن كانوا في بطن الأرض فإذا هم على ظهورها.

قال محمد قيل من مكان قريب قريب على الله يعني القبور ل وهو معنى ما ذهب إليه الحسن { وَقَالُوۤاْ آمَنَّا بِهِ وَأَنَّىٰ لَهُمُ ٱلتَّنَاوُشُ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } يعني الآخرة والتناوش التناول قال الحسن يعني وأنى لهم الإيمان.

قال محمد المعنى وأنى لهم تناول ما أرادوا من التوبة أي إدراكه من مكان بعيد من الموضع الذي تقبل فيه التوبة وهو معنى قول الحسن والتناوش يهمز ولا يهمز يقال نشت ونأشت { وَيَقْذِفُونَ بِٱلْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } كذبوا بالبعث وهو اليوم عندهم بعيد لأنهم لا يقرون به.

{ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ } تفسير بعضهم ما يشتهون من الإيمان ولا يقبل منهم عند ذلك { كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ } يعني من كان على دينهم الشرك لما كذبوا رسلهم جاءهم العذاب فآمنوا عند ذلك فلم يقبل منهم { إِنَّهُمْ كَانُواْ } قبل أن يجيئهم العذاب { فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ } من الريبة وذلك أن جحودهم بالقيامة وبأن العذاب لا يأتيهم إنما ذلك ظن منهم وشك ليس عندهم فيه علم.