قوله { ٱلْحَمْدُ للَّهِ } حمد نفسه وهو أهل الحمد { ٱلَّذِي لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلآخِرَةِ وَهُوَ ٱلْحَكِيمُ } في أمره أحكم كل شيء { ٱلْخَبِيرُ } بخلقه { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ } من المطر { وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا } من النبات { وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ } من المطر وغير ذلك { وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا } أي يصعد يعني ما تصعد به الملائكة { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ } لمن آمن. قال محمد يقال عرج يعرج إذا صعد وعرج بالكسر يعرج إذا صار أعرج { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لاَ تَأْتِينَا ٱلسَّاعَةُ } القيامة { قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ ٱلْغَيْبِ } من قرأها بالرفع رجع إلى قوله { وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ } عالم الغيب ومن قرأها بالجر عالم الغيب يقول بلى وربي عالم الغيب وفيها تقديم والغيب في تفسير الحسن في هذا الموضع ما لم يكن { لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ } أي لا يغيب { مِثْقَالُ ذَرَّةٍ } أي وزن ذرة يقول ليعلم ابن آدم أن عمله الذي عليه الثواب والعقاب لا يغيب عن الله منه مثقال ذرة { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ مَّغْفِرَةٌ } لذنوبهم { وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } يعني الجنة { وَٱلَّذِينَ سَعَوْا } عملوا { فِيۤ آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ } تفسير الحسن مسابقين أي يظنون أنهم يسبقوننا حتى لا نقدر عليهم فنبعثهم ونعذبهم. قال محمد يقال ما أنت بمعاجزي أي بمسابقي وما أنت بمعجزي أي بسابقي { أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ } والرجز العذاب أي لهم عذاب من عذاب { أَلِيمٌ } موجع.