الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَٱتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِٱلآخِرَةِ مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفُيظٌ } * { قُلِ ٱدْعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلاَ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِّن ظَهِيرٍ }

{ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ } يعني جميع المشركين { فَٱتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } قال بعضهم قال إبليس خلقت من نار وخلق آدم من طين والنار تأكل الطين فلذلك ظن أنه سيضل عامتهم.

قال محمد ومن قرأ صدق بالتخفيف نصب الظن مصدرا على معنى صدق عليهم إبليس ظنا ظنه وصدق في ظنه { وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ } هو كقوله:فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } [الصافات: 161-162] يقول لستم بمضلي أحدإِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 163].

قوله { إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يُؤْمِنُ بِٱلآخِرَةِ } وهذا علم الفعال { مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شَكٍّ }.

وإنما جحد المشركون الآخرة ظنا منهم وشكا { وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفُيظٌ } حتى يجازيهم في الآخرة { وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا } يعني السماوات والأرض { مِن شِرْكٍ } أي ما خلقوا شيئا مما فيهما { وَمَا لَهُ مِنْهُمْ } أي وما لله من أوثانهم { مِّن ظَهِيرٍ } أي عوين.