{ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ } أي وكنا جعلنا بينهم { وَبَيْنَ ٱلْقُرَى ٱلَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا } يعني أرض الشام { قُرًى ظَاهِرَةً } أي متصلة ينظر بعضها إلى بعض { وَقَدَّرْنَا فِيهَا ٱلسَّيْرَ } تفسير الكلبي يعني المقيل والمبيت { سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }. كانوا يسيرون مسيرة أربعة أشهر في أمان لا يحرك بعضهم بعضا ولو لقي الرجل قاتل أبيه لم يحركه { فَقَالُواْ رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا } قال الحسن ملوا النعمة كما ملت بنو إسرائيل المن والسلوى. قال الله { وَظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ } بشركهم { فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ } لمن بعدهم { وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } أي بددنا عظامهم وأوصالهم فأكلهم التراب. قال محمد وقد قيل في قوله: { وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ } أي مزقناهم في البلاد لأنهم لما أذهب الله جنتيهم وغرق مكانهم تبددوا في البلاد فصارت العرب تتمثل بهم في الفرقة فتقول تفرقوا أيدي سبأ وأيادي سبأ إذا أخذوا في وجوه مختلفة. { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ } على أمر الله { شَكُورٍ } لنعمة الله وهو المؤمن.