الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُواْ مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَٱشْكُرُواْ لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } * { فَأَعْرَضُواْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ } * { ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجَٰزِيۤ إِلاَّ ٱلْكَفُورَ }

{ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ } أي لقد تبين لأهل سبإ كقوله:وَسْئَلِ ٱلْقَرْيَةَ } [يوسف: 82] أي أهل القرية قال محمد قد مضى القول في سبإ في تفسير سورة النمل واختلاف القراءة فيه والتأويل.

قال يحيى ثم أخبر بتلك الآية فقال { جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ } جنة عن يمين وجنة عن شمال { بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ } لمن آمن.

قال محمد { جَنَّتَانِ } بدل من أيه و رب غفور مرفوع على معنى و الله رب غفور.

{ فَأَعْرَضُواْ } عما جاءت به الرسل { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ ٱلْعَرِمِ } والعرم الجسر يحبس به الماء وكان سدا قد جعل في موضع من الوادي تجتمع فيه المياه.

قال مجاهد إن ذلك السيل الذي أرسل الله عليهم من العرم ماء أحمر أتى الله به من حيث شاء وهو شق السد وهدمه وحفر بطن الوادي عن الجنتين فارتفعتا وغار عنهما الماء فيبستا قال { وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ } أي ثمرة { خَمْطٍ } وهو الأراك { وَأَثْلٍ }.

وقال محمد والأثل شبيه بالطرفاء واختلف أهل اللغة في مد الطرفاء وقصره وأكثرهم على المد.

{ ذَٰلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُواْ وَهَلْ نُجَٰزِيۤ } أي نعاقب { إِلاَّ ٱلْكَفُورَ } قال محمد قيل معنى المجازاة ها هنا أنه لا يغفر له وإنما المغفرة لأهل الإيمان.