الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَٱلْمُنَافِقِينَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } * { وَٱتَّبِعْ مَا يُوحَىٰ إِلَـيْكَ مِن رَبِّكَ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } * { وَتَوَكَّلْ عَلَىٰ ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } * { مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَٱللَّهُ يَقُولُ ٱلْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي ٱلسَّبِيلَ } * { ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

قوله { يَٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ ٱتَّقِ ٱللَّهَ وَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ } في الشرك بالله { وَٱلْمُنَافِقِينَ } أي ولا تطع المنافقين { مَّا جَعَلَ ٱللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ } تفسير الكلبي أن رجلا من قريش يقال له جميل كان حافظا لما سمع فقالت قريش ما يحفظ جميل ما يحفظ بقلب واحد إن له لقلبين فأكذبهم الله في ذلك.

{ وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ ٱللاَّئِي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ أُمَّهَاتِكُمْ } يعني إذا قال الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي لم تكن مثل أمه في التحريم أبدأ ولكن عليه كفارة الظهار { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ } وكان الرجل في الجاهلية يكون ذليلا فيأتي الرجل ذا القوة والشرف فيقول أنا ابنك فيقول نعم فإذا قبله واتخذه ابنا أصبح أعز أهله وكان زيد بن حارثة منهم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تبناه يومئذ على ما كان يصنع في الجاهلية وكان مولى لرسول الله فلما جاء الإسلام أمرهم الله أن يلحقوهم بآبائهم فقال { وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ أَبْنَآءَكُمْ ذَٰلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ } يعني ادعاءهم هؤلاء وقول الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي.

{ ٱدْعُوهُمْ لآبَآئِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ ٱللَّهِ } أي أعدل { فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوۤاْ آبَاءَهُمْ فَإِخوَانُكُمْ فِي ٱلدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ } يقول قولوا ولينا فلان وأخونا فلان.

{ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } إثم { فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ } إن أخطأ الرجل بعد النهي فنسبه إلى الذي تبناه ناسيا فليس عليه في ذلك إثم { وَلَـٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ } أن تدعوهم إلى غير آبائهم.