الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً } * { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ إِذَا قَضَوْاْ مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ مَفْعُولاً } * { مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ ٱللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً } * { ٱلَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ ٱللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلاَّ ٱللَّهَ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ حَسِيباً }

{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً } يعني إذا فرض الله ورسوله شيئا { أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلْخِيَرَةُ } يعني التخير { مِنْ أَمْرِهِمْ } { وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِيناً } أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزوج زينب بنت جحش زيد بن حارثة فأبت وقالت أزوج نفسي رجلا كان عبدك بالأمس وكانت ذات شرف فلما أنزلت هذه الآية جعلت أمرها إلى رسول الله فزوجها إياه ثم صارت سنة بعد في جميع الدين ليس لأحد خيار على قضاء رسول الله وحكمه.

قال محمد كانت زينب بنت جحش بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

{ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَٱتَّقِ ٱللَّهَ } [وقوله { وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ } يعني زيدا].

قال الله للنبي { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا ٱللَّهُ مُبْدِيهِ } أي مظهره { وَتَخْشَى ٱلنَّاسَ وَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ } أي تخشى عيبة الناس { فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً } الوطر الحاجة { زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِيۤ أَزْوَاجِ أَدْعِيَآئِهِمْ } قال المشركون للنبي يا محمد زعمت أن حليلة الابن لا تحل للأب وقد تزوجت حليلة ابنك زيد فقال الله { لِكَيْ لاَ يَكُونَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ... } الآية قال الكلبي إن رسول الله أتى زيدا زائرا فأبصرها قائمة فأعجبته فقال رسول الله سبحان الله مقلب المقلوب.

فرأى زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هويها فقال يا رسول الله ائذن لي في طلاقها فإن فيها كبرا وإنها لتؤذيني بلسانها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق الله وأمسك عليك زوجك فأمسكها زيد ما شاء الله ثم طلقها فلما قضت عدتها أنزل الله نكاحها رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء فقال { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِيۤ أَنعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ } إلى قوله { زَوَّجْنَاكَهَا } فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك زيدا فقال ائت زينب فأخبرها أن الله قد زوجنيها فانطلق زيد فاستفتح الباب فقيل من هذا قال زيد قالت وما حاجة زيد إلي وقد طلقني فقال إن رسول الله أرسلني إليك فقالت مرحبا برسول رسول الله ففتح له فدخل عليها وهي تبكي فقال زيد لا يبكي الله عينك قد كنت نعمت المرأة أو قال الزوجة إن كنت لتبرين قسمي وتطيعين أمري فقد أبدلك الله خيرا مني قالت من لا أبا لك فقال رسول الله فخرت ساجدة.

قوله { مَّا كَانَ عَلَى ٱلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ ٱللَّهُ لَهُ } يعني أحل { سُنَّةَ ٱللَّهِ فِي ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ } أي أنه ليس على الأنبياء حرج فيما أحل الله لهم وقد أحل لداود مائة امرأة ولسليمان ثلاثمائة إمرأة وسبعمائة سرية.

قال محمد نصب سنة على المصدر المعنى سن الله سنة.