الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } * { أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً } * { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً }

{ قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا } يأمر بعضهم بعضا بالفرار وهو التعويق { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ } يعني القتال { إِلاَّ قَلِيلاً } أي بغير حسبة وإنما قل لأنه كان لغير الله قال محمد المعنى إلا إتيانا قليلا وهو الذي أراد يحيى.

{ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ } يقول لا يتركون لكم من حقوقهم من الغنيمة شيئا { فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ } يعني القتال { رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ } خوفا من القتال { فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ } أي صاحوا عليكم { بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } قال محمد قيل المعنى خاطبوكم أشد مخاطبة وأبلغها في الغنيمة يقال خطيب مسلاق وسلاق إذا كان بليغا.

{ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ } الغنيمة { أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ } أي لم تؤمن قلوبهم { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ } المنافقون { لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ } أي في البادية مع الأعراب { يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ } وهو كلام موصول.

قال محمد قوله { يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ } قيل المعنى يحسبون الأحزاب بعد انهزامهم وذهابهم لم يذهبوا لجبنهم وخوفهم.