الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰبُنَيَّ أَقِمِ ٱلصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَٱصْبِرْ عَلَىٰ مَآ أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ }

{ وَأْمُرْ بِٱلْمَعْرُوفِ } بالتوحيد { وَٱنْهَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } الشرك { إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } والعزم أن يصبر { وَلاَ تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ } لا تعرض بوجهك عنهم استكبارا.

قال محمد ومن قرأ تصعر فعلى وجه المبالغة وأصل الكلمة من قولهم أصاب البعير صعر إذ أصابه داء فلوى منه عنقه.

قال المتلمس:
وكنا إذا الجبار صعر خده   أقمنا له من رأسه فتقوما
قوله: { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً } أي تعظما { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } أي متكبر فخور يعني يزهى بما أعطي ولا يشكر الله { وَٱقْصِدْ فِي مَشْيِكَ } كقوله { وَلاَ تَمْشِ فِي ٱلأَرْضِ مَرَحاً } { وَٱغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ ٱلأَصْوَاتِ } يعني أقبح { لَصَوْتُ ٱلْحَمِيرِ }.

قال محمد معنى اغضض انقص المعنى عرفه قبح رفع الصوت في المخاطبة والملاحاة بقبح أصوات الحمير لأنها عالية.