الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يٰبُنَيَّ لاَ تُشْرِكْ بِٱللَّهِ إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } * { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ ٱشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ ٱلْمَصِيرُ } * { وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { يٰبُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }

{ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ ٱلْحِكْمَةَ } قال مجاهد يعني الفقه والعقل والإصابة في القول في غير نبوة { أَنِ ٱشْكُرْ للَّهِ } النعمة.

{ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ } وهو المؤمن { وَمَن كَفَرَ } يعني كفرها { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ } عن خلقه { حَمِيدٌ } استوجب عليهم أن يحمدوه { إِنَّ ٱلشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } يعني يظلم به المشرك نفسه وينقصها.

{ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَىٰ وَهْنٍ } أي ضعفا على ضعف قال محمد المعنى لزمها لحملها إياه أن تضعف مرة بعد مرة.

{ وَإِن جَاهَدَاكَ } يعني أراداك { عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } أي أنك لا تعلم أن لي شريكا يعني المؤمن { فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي ٱلدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَٱتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ } طريق من أقبل إلي بقلبه مخلصا { يٰبُنَيَّ } رجع إلى كلام لقمان { إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ } أي وزن حبة { مِّنْ خَرْدَلٍ }.

قال محمد من قرأ مثقال بالرفع مع تأنيث تك فلأن مثقال حبة من خردل راجع إلى معنى خردلة فهو بمنزلة إن تك حبة من خردل فتكن في صخرة قال يحيى بلغنا أنها الصخرة التي عليها الحوت الذي عليه قرار الأرض.

{ أَوْ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ أَوْ فِي ٱلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا ٱللَّهُ } أي احذر فإنه سيحصي عليك عملك ويعلمه كما علم هذه الحبة من الخردل { إِنَّ ٱللَّهَ لَطِيفٌ } باستخراجها { خَبِيرٌ } بمكانها.