الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ } * { فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } * { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ عَن ضَلاَلَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُّسْلِمُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْقَدِيرُ } * { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ }

{ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحاً } فأهلكنا به ذلك الزرع { فَرَأَوْهُ } يعني الزرع { مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ مِن بَعْدِهِ } لصاروا من بعد ذلك المطر { يَكْفُرُونَ }.

{ فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ ٱلْمَوْتَىٰ } يعني الكفار الذين يموتون على كفرهم { وَلاَ تُسْمِعُ ٱلصُّمَّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا وَلَّوْاْ مُدْبِرِينَ } يقول إن الصم لا يسمعون الدعاء إذا ولوا مدبرين وهذا مثل الكفار أنهم إذا تولوا عن الهدى لم يسمعوه سمع قبول.

قال { وَمَآ أَنتَ بِهَادِ ٱلْعُمْيِ } يعني الكفار هم عمي عن الهدى { إِن تُسْمِعُ } إن يقبل منك { إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا } قال محمد (إن تسمع) أي ما تسمع.

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن ضَعْفٍ } يعني: نطفة الرجل { ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً } يعني: الشبيبة.

{ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } يحلف المشركون { مَا لَبِثُواْ } في الدنيا في قبورهم { غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ } يصدون في الدنيا عن الإيمان بالبعث { وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } وهذا من مقاديم الكلام يقول وقال الذين أوتوا العلم في كتاب الله والإيمان لقد لبثتم إلى يوم القيامة يعني لبثهم الذي كان في الدنيا وفي قبورهم إلى أن بعثوا { فَهَـٰذَا يَوْمُ ٱلْبَعْثِ وَلَـٰكِنَّكُمْ كُنتمْ } في الدنيا { لاَ تَعْلَمُونَ } أن البعث حق { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ } أشركوا { مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } لا يردون إلى الدنيا فيعتبون أي يؤمنون.