الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذَلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }

{ فَأَقِمْ وَجْهَكَ } أي: وجهتك { لِلدِّينِ حَنِيفاً } أي مخلصا { فِطْرَتَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي فَطَرَ } خلق { ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا } قال محمد فطرت الله نصب بمعنى اتبع فطرة الله قال يحيى وهو قوله وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم الآية إن أول ما خلق الله القلم فقال اكتب قال رب ما أكتب قال ما هو كائن قال فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فأعمال العباد تعرض كل يوم اثنين وخمسين عرضة فيجدونها على ما في الكتاب ثم مسح بعد ذلك على ظهر آدم فأخرج منها كل نسمة هو خالقها فأخرجهم مثل الذر فقال:أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَىٰ شَهِدْنَآ } [الأعراف: 172] ثم أعادهم في صلب آدم ثم يكتب العبد في بطن أمه شقيا أو سعيدا على الكتاب الأول فمن كان في الكتاب الأول شقيا عمر حتى يجري عليه القلم فينقض الميثاق الذي أخذ عليه في صلب آدم بالشرك ومن كان في الكتاب الأول سعيدا غمر حتى يجري عليه القلم فيؤمن فيصير سعيدا ومن مات صغيرا من أولاد المؤمنين قبل أن يجري عليه القلم فيكونون من آبائهم في الجنة من ملوك أهل الجنة ومن كان من أولاد المشركين فمات قبل أن يجري عليه القلم فليس يكونون مع آبائهم في النار لأنهم ماتوا على الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم ولم ينقضوا الميثاق قال يحيى وقد حدثني الوليد بن عن الربيع بن صبيح عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: " سئل رسول الله عن أولاد المشركين فقال لم تكن لهم حسنات فيجزوا بها فيكونوا من ملوك أهل الجنة ولم تكن لهم سيئات فيعاقبوا بها فيكونوا من أهل النار فهم خدم لأهل الجنة ".

يحيى عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن عطاء بن يزيد عن أبي هريرة قال: " سئل رسول الله عن أولاد المشركين فقال الله أعلم ل بما كانوا عاملين " قال يحيى يعني: لو بلغوا.

قوله { لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ } يعني لدين الله كقوله:مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِي } [الأعراف: 178] لا يستطيع أحد أن يضله { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } وهم المشركون.

{ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ } أي مقبلين بالإخلاص قال محمد قال الزجاج منيبين إليه نصب على الحال بفعل فأقم وجهك قال وزعم جميع النحويين أن معنى هذا فأقيموا وجوهكم لأن مخاطبة النبي عليه السلام تدخل فيها الأمة.

{ وَلاَ تَكُونُواْ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ * مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً } فرقا يعني أهل الكتاب { كُلُّ حِزْبٍ } كل قوم { بِمَا لَدَيْهِمْ } أي بما هم عليه { فَرِحُونَ } أي راضون.