الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ الۤـمۤ } * { غُلِبَتِ ٱلرُّومُ } * { فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } * { فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ } * { وَعْدَ ٱللَّهِ لاَ يُخْلِفُ ٱللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }

قوله { الۤـمۤ } قد مضى القول فيه { غُلِبَتِ ٱلرُّومُ } غلبتهم فارس { فِيۤ أَدْنَى ٱلأَرْضِ } أرض الروم بأذرعات من الشام بها كانت الوقعة فلما بلغ ذلك مشركي العرب شمتوا وكان يعجبهم أن يظهر المجوس على أهل الكتاب وكان المسلمون يعجبهم أن يظهر الروم على فارس لأن الروم أهل كتاب قال الله { وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ } فارس { فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ ٱلأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ } من قبل أن تهزم الروم ومن بعد ما هزمت { وَيَوْمَئِذٍ } يوم يغلب الروم فارس { يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ... } إلى قوله { لاَ يَعْلَمُونَ } فقال أبو بكر للمشركين لم تشمتون فوالله لتظهرن الروم على فارس إلى ثلاث سنين وقال أبي بن خلف أنا أبايعك ألا تظهر الروم على فارس إلى ثلاث سنين فتبايعا على خطر بسبع من الإبل ثم رجع أبو بكر إلى رسول الله فأخبره فقال رسول الله عليه السلام اذهب فبايعه إلى سبع سنين مد في الأجل وزد في الخطر ولم يكن حرام ذلك يومئذ وإنما حرم القمار وهو الميسر بعد غزوة الأحزاب فرجع أبو بكر إليهم ل قال اجعلوا الوعد إلى سبع سنين وأزيدكم في الخطر ففعلوا فزادوا فيه ثلاثا فصارت عشرا من الإبل وصارت السنون سبعا فلما جاءت سبع سنين ظهرت الروم على فارس وكان الله وعد المؤمنين إذا غلبت الروم فارس أظهرهم على المشركين فظهرت الروم على فارس والمؤمنون على المشركين في يوم واحد يوم بدر وفرح المسلمون بذلك وبأن الله صدق قوله وصدق رسوله.

قال محمد وعد الله منصوب على أنه مصدر مؤكد المعنى وعد الله وعدا.

{ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ } يعني المشركين { لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } قال الحسن يقول يعلمون حين زرعهم وحين حصادهم وحين نتاجهم { وَهُمْ عَنِ ٱلآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } لا يقرون بها.