الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } * { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } * { وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } * { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَآءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } * { وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }

{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ } أي لم تخلطون الحق بالباطل قال الحسن يعني ما حرفوا من التوراة والإنجيل بالباطل الذي قبلوه عن الشيطان { وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } أن محمدا رسول الله وأن دينه حق { وَقَالَتْ طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ آمِنُواْ بِٱلَّذِيۤ أُنْزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بمحمد { وَجْهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكْفُرُوۤاْ آخِرَهُ } تفسير الكلبي كتبت يهود خيبر إلى يهود المدينة أن آمنوا بمحمد أول النهار واكفروا آخره أي اجحدوا آخره ولبسوا على ضعفة أصحابه حتى تشككوهم في دينهم فإنهم لا علم لهم ولا دراسة يدرسونها { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن محمد وعما جاء به وقال مجاهد صلت اليهود مع النبي عليه السلام أول النهار صلاة الصبح وكفرت آخره مكرا منهم ليرى الناس أنه قد بدت لهم الضلالة بعد إذ كانوا اتبعوه.

{ قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ } يعني أن الدين دين الإسلام { أَن يُؤْتَىۤ أَحَدٌ مِّثْلَ مَآ أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ } فيها تقديم إنما قالت يهود خيبر ليهود المدينة { وَلاَ تُؤْمِنُوۤاْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ } أي لا تصدقوا إلا من تبع دينكم فإنه لن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم ولن يحاجكم بمثل دينكم أحد عند ربكم فقال الله { قُلْ إِنَّ ٱلْهُدَىٰ هُدَى ٱللَّهِ } والفضل بيد الله وفضل الله الإسلام { يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ وَاسِعٌ } لخلقه { عَلِيمٌ } بأمرهم { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ } أي بدينه وهو الإسلام { مَن يَشَآءُ } يعني المؤمنين.

{ وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ } يعني من آمن منهم قال قتادة كنا نحدث أن القنطار مائة رطل من ذهب أو ثمانون ألفا من الورق.

{ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً } يعني إن سألته حين تعطيه إياه رده إليك وإن أنظرته به أياما ذهب به { ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي ٱلأُمِّيِّينَ } يعنون مشركي العرب { سَبِيلٌ } إثم تفسير الحسن كانوا يقولون إنما كانت لهم هذه الحقوق وتجب علينا وهم على دينهم فلما تحولوا عن دينهم لم يثبت لهم علينا حق قال الله عز وجل { وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ٱلْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } أنهم كاذبون.