الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ } * { إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْقَصَصُ ٱلْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ } * { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } * { يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّورَاةُ وَٱلإنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }

{ فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } الآية قال الكلبي ثم عادوا إلى النبي فقالوا هل سمعت بمثل صاحبنا قال نعم قالوا ومن هو قال آدم خلقه الله من تراب فقالوا له إنه ليس كما تقول فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم { تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَنِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ } أي نتلاعن { فَنَجْعَل لَّعْنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَاذِبِينَ } منا ومنكم قالوا نعم نلاعنك فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين فهموا أن يلاعنوه ثم نكصوا وعلموا أنهم لو فعلوا لوقعت اللعنة عليهم فصالحوه على الجزية.

قال محمد قوله { ثُمَّ نَبْتَهِلْ } المعنى نتداعي باللعن يقال أبهله الله أي لعنه الله وفيه لغة أخرى بهله.

{ فَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني عما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم { فَإِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِٱلْمُفْسِدِينَ } يعني المشركين { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَآءٍ } أي عدل { بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ } يعني لا إله إلا الله { وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ }.

يحيى عن المعلى بن هلال عن أبي بكر بن عبد الله عن مصعب بن سعد عن عدي بن حاتم قال جئت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب فقال يا عدي ألق هذا الوثن من عنقك فألقيته فانتهيت إليه وهو يقرأ سورة براءة فلما انتهى إلى قولهٱتَّخَذُوۤاْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ ٱللَّهِ } [التوبة: 31] قال قلت يا رسول الله والله ما نتخذهم أربابا من دون الله قال: " بلى أليسوا يحلون لكم ما حرم الله عليكم فتستحلونه ويحرمون عليكم ما أحل الله لكم فتحرمونه قلت بلى قال فتلك عبادتهم ".

{ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ } يعني النبي والمؤمنين { ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }.

{ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِيۤ إِبْرَاهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّورَاةُ وَٱلإنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } قال الحسن وذلك أنهم نحلوه أنه كان على دينهم فقالت اليهود ذلك وقالت النصارى ذلك فكذبهم الله جميعا وأخبر أنه كان مسلما ثم احتج عليهم أنه إنما أنزلت التوراة والإنجيل بعده أي إنما كانت اليهودية بعد التوراة والنصرانية بعد الإنجيل.