{ فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ } أي رأى { قَالَ مَنْ أَنصَارِيۤ إِلَى ٱللَّهِ } أي مع الله { قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ ٱللَّهِ } والحواريون هم أصفياء الأنبياء { فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ } أي فاجعلنا { وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ } بقتل عيسى ومكر الله بهم فأهلكهم ورفع عيسى إليه قال محمد المكر من الناس الخديعة وهو من الله ل الجزاء يجازي من مكر بمكره. { إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } قال السدي معنى { مُتَوَفِّيكَ } قابضك من بين بني إسرائيل { وَرَافِعُكَ إِلَيَّ } في السماء قال محمد تقول توفيت العدد واستوفيته بمعنى قبضته. { وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوكَ فَوْقَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } في النصر وفي الحجة إلى يوم القيامة والذين اتبعوه محمد وأهل دينه اتبعوا دين عيسى وصدقوا به.
{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } أما في الدنيا فهو ما عذب به الكفار من الوقائع والسيف حين كذبوا رسلهم وأما في الآخرة فيعذبهم بالنار { أُجُورَهُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } يعني المشركين. قوله تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ } قال الكلبي: لما قدم نصارى نجران قالوا يا محمد أتذكر صاحبنا قال " ومن صاحبكم " قالوا عيسى ابن مريم أتزعم أنه عبد فقال لهم نبي الله صلى الله عليه وسلم " أجل هو عبد الله " قالوا أرنا في خلق الله عبدا مثله فيمن رأيت أو سمعت فأعرض عنهم نبي الله عليه السلام يومئذ ونزل عليه جبريل فقال: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ } الآية.