{ قُلِ ٱللَّهُمَّ مَالِكَ ٱلْمُلْكِ } الآية قال قتادة ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته فأنزل الله هذه الآية إلى آخرها. { تُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلْنَّهَارِ وَتُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ } وهو أخذ كل واحد منهما من صاحبه نقصان الليل في زيادة النهار ونقصان النهار في زيادة الليل { وَتُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ ٱلَمَيِّتَ مِنَ ٱلْحَيِّ } تفسير الحسن وقتادة تخرج المؤمن من الكافر وتخرج الكافر من المؤمن { وَتَرْزُقُ مَن تَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } يعني بغير محاسبة منه لنفسه { لاَّ يَتَّخِذِ ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ } يعني في النصحية { مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ ٱللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَـٰةً }. يحيى عن الفرات بن سلمان عن عبد الكريم الجزري عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال: " أخذ المشركون أبي فلم يتركوه حتى سب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر آلهتهم بخير ثم تركوه فلما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال " ما وراءك " قال شر يا رسول الله والله ما تركت حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير قال " فكيف تجد قلبك " قال أجده مطمئنا بالإيمان قال " فإن عادوا فعد ". { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً } أي موفرا كثيرا { وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوۤءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَاً بَعِيداً } فلا يجتمعان أبدا قال محمد نصب يوما على معنى ويحذركم الله نفسه في ذلك اليوم. قوله { وَيُحَذِّرُكُمُ ٱللَّهُ نَفْسَهُ } يعني عقوبته { وَٱللَّهُ رَؤُوفٌ بِٱلْعِبَادِ } أي رحيم أما المؤمن فله رحمة الدنيا والآخرة وأما الكافر فرحمته في الدنيا ما رزقه الله فيها وليس له في الآخرة إلا النار.