الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَتُبْلَوُنَّ فِيۤ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } * { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } * { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ }

{ لَتُبْلَوُنَّ } لتختبرن { فِيۤ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } الآية ابتلاهم في أموالهم وأنفسهم ففرض عليهم أن يجاهدوا في سبيله بأموالهم وأنفسهم وأن يؤدوا الزكاة ثم أخبرهم أنهم سيؤذون في جنب الله وأمرهم بالصبر.

{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ } الآية هذا ميثاق أخذه الله على العلماء من أهل الكتاب أن يبينوا للناس ما في كتابهم وفيه رسول الله والإسلام { فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ } وكتبوا كتبا بأيديهم فحرفوا كتاب الله { وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } يعني ما كانوا يصيبون عليه من عرض الدنيا { فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } اشتروا النار بالجنة.

يحيى عن خداش عن أبان بن أبي عياش عن عطاء قال من سئل عن علم عنده فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار.

{ لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ } هم اليهود قال الحسن دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم إلى الإسلام فصبروا على دينهم فخرجوا إلى الناس فقالوا لهم ما صنعتم مع محمد فقالوا آمنا به ووافقناه فقال الله { لاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَآ أَتَوْاْ } يقول فرحوا بما في أيديهم حين لم يوافقوا محمدا { وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ ٱلْعَذَابِ } أي بمنجاة.

{ إِنَّ فِي خَلْقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَٱخْتِلاَفِ ٱلَّيلِ وَٱلنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ } يعني أولي العقول وهم المؤمنون.