الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَٱتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ } * { فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ وَٱتَّبَعُواْ رِضْوَانَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } * { إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

{ ٱلَّذِينَ ٱسْتَجَابُواْ للَّهِ وَٱلرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَآ أَصَابَهُمُ ٱلْقَرْحُ } يعني الجراح وذلك يوم أحد حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رحم الله قوما ينتدبون حتى يعلم المشركون أنا لم نستأصل وأن فينا بقية فانتدب قوم ممن أصابتهم الجراح " { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ } إلى قوله { وَٱللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ } تفسير الكلبي " بلغنا أن أبا سفيان يوم أحد حين أراد أن ينصرف قال يا محمد موعد ما بيننا وبينكم موسم بدر الصغرى أن نقاتل بها إن شئت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك بيننا وبينك فانصرف أبو سفيان فقدم مكة فلقي رجلا من أشجع يقال له نعيم بن مسعود فقال له إني قد واعدت محمدا وأصحابه ولا أخرج إليهم وأكره أن يخرج محمد وأصحابه ولا أخرج فيزيدهم ذلك علي جرأة ويكون الخلف منهم أحب إلي فلك عشرة من الإبل إن أنت حبسته عني فلم يخرج فقدم الأشجعي المدينة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجهزون لميعاد أبي سفيان فقال أين تريدون فقالوا واعدنا أبا سفيان أن نلتقي بموسم بدر فنقتتل بها فقال بئس الرأي رأيتم أتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت منكم إلا شريد وأنتم تريدون أن تخرجوا إليهم وقد جمعوا لكم عند الموسم والله إذن لا يفلت منكم أحد فكره أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرجوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأخرجن وإن لم يخرج معي منكم أحد فخرج معه سبعون رجلا حتى وافوا معه بدرا ولم يخرج أبو سفيان ولم يكن قتال فتسوقوا في السوق ثم انصرفوا ".

فهو قوله { ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ } يعني نعيما الأشجعي { إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ * فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ } يعني الأجر { وَفَضْلٍ } يعني ما تسوقوا به { لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوۤءٌ } قتل ولا هزيمة.

{ إِنَّمَا ذٰلِكُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } أي يخوفكم من أوليائه المشركين { فَلاَ تَخَافُوهُمْ }.