الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَآ أَصَابَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ } * { ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } * { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } * { فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

{ وَمَآ أَصَابَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ } يعني جمع المؤمنين وجمع المشركين يوم أحد { لْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي الله أذن في ذلك { وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ } وهذا علم الفعال { وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ } أي كثروا السواد { قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ } وإذا قال الله { أَقْرَبُ } قال الحسن فهو اليقين أي إنهم كافرون قال الكلبي كانوا ثلاثمائة منافق رجعوا مع عبد الله بن أبي ابن سلول فقال لهم جابر بن عبد الله أنشدكم الله في نبيكم ودينكم وذراريكم قالوا والله لا يكون اليوم قتال ولو نعلم قتالا لاتبعناكم قال الله { هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ }.

{ ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } يعني من قتل من المؤمنين يوم أحد هم فيما أظهره المنافقون من الإيمان إخوانهم { وَقَعَدُواْ } عن القتال { لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا } أي ما خرجوا مع محمد قال الله لنبيه { قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ } أي لا تستطيعون أن تدرءوه يعني تدفعوه { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } قال محمد { بَلْ أَحْيَاءٌ } بالرفع المعنى بل هم أحياء { فَرِحِينَ بِمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ } أي من الشهادة والرزق { وَيَسْتَبْشِرُونَ بِٱلَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } الآية يقول بعضهم لبعض تركنا إخواننا فلانا وفلانا وفلانا يقاتلون العدو فيقتلون إن شاء الله فيصيبون من الرزق والكرامة والأمن.

يحيى عن خالد عن أبي عبد الرحمن عن أبي صالح عن ابن عباس قال لما قدمت أرواح أهل أحد على الله جعلت في حواصل طير خضر تسرح في الجنة ثم تأوي إلى قناديل من ذهب معلقة بالعرش يجاوب بعضها بعضا بصوت لم تسمع الخلائق بمثله يقولون يا ليت إخواننا الذين خلفنا من بعدنا علموا مثل الذي علمنا فسارعوا إلى مثل ما سارعنا فيه فإنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا فوعدهم الله ليخبرن نبيه بذلك حتى يخبرهم فأنزل الله { وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَمْوَاتاً } إلى قوله { أَجْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.