{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُواْ فِي ٱلأَرْضِ } يعني التجارة { أَوْ كَانُواْ غُزًّى } غزى يعني في الغزو قال محمد غزى جمع غاز مثل قاس وقسى وعاف وعفى قال الحسن هم المنافقون { وَقَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ } يعني إخوانهم فيما يظهر المنافقون من الإيمان. { غُزًّى لَّوْ كَانُواْ عِنْدَنَا مَا مَاتُواْ وَمَا قُتِلُواْ } قالوا هذا لأنه لا نية لهم في الجهاد قال الله { لِيَجْعَلَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ } وذلك أنهم كانوا يجاهدون قوما على دينهم فذلك عليهم عذاب وحسرة { وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } أي من الدنيا { فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمْ } أي فبرحمة من الله ورضوان و ما صلة زائدة { وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ ٱلْقَلْبِ لاَنْفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَٱعْفُ عَنْهُمْ } أمره أن يعفو عنهم ما لم يلزمهم من حكم أو حد { وَٱسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي ٱلأَمْرِ } أمره الله أن يشاور أصحابه في الأمور لأنه أطيب لأنفس القوم وأن القوم إذا شاور بعضهم بعضا وأرادوا بذلك وجه الله عزم الله لهم على أرشده. { إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ } الآية وقد أعلم الله ورسوله والمؤمنين أنهم منصورون وكذلك إن خذلهم لن ينصرهم من بعده ناصر.