الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ } * { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } * { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } * { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ } * { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ ٱلنَّاصِرِينَ }

{ وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ } أي وكم من نبي { قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ } أي جموع كثيرة وتقرأ قاتل معه { فَمَا وَهَنُواْ } أي ضعفوا وعجزوا { وَمَا ٱسْتَكَانُواْ } أي وما ارتدوا عن بصيرتهم قال محمد الربة الجماعة ويقال للجمع ربي كأنه نسب إلى الربة فإذا جمع قيل ربيون ومعنى { ٱسْتَكَانُواْ } خشعوا وذلوا.

{ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ } حين لقوا عدوهم { إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِيۤ أَمْرِنَا } يريدون خطاياهم { فَآتَاهُمُ ٱللَّهُ } أعطاهم { ثَوَابَ ٱلدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ ٱلآخِرَةِ } أما ثواب الدنيا فالنصر على عدوهم وأما ثواب الآخرة فالجنة قال محمد تقرأ { وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ } بالرفع والنصب فمن قرأ بالرفع جعل خبر كان ما بعد إلا والأكثر في الكلام أن يكون الاسم هو ما بعد إلا فيكون المعنى وما كان قولهم إلا استغفارهم.

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } يعني اليهود في تفسير الحسن { يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ } أي إلى الشرك { فَتَنقَلِبُواْ } إلى الآخره { خَاسِرِينَ } { بَلِ ٱللَّهُ مَوْلاَكُمْ } وليكم ينصركم ويعصمكم من أن ترجعوا كافرين.