الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } * { قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } * { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ }

{ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ } يعني ما عذب الله به الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم { فَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَٱنْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلْمُكَذِّبِينَ } أي كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم ثم صيرهم إلى النار يحذرهم بذلك { هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ } قال قتادة يعني هذا القرآن بيان للناس عامة { وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } خصوا به { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا } أي لا تضعفوا عن قتال المشركين { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ } يعني الظاهرين المنصورين { إِنْ كُنْتُمْ } يعني إذا كنتم { مُّؤْمِنِينَ }.

{ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ } قال قتادة القرح الجراح وذلك يوم أحد فشا في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتل والجراحة فأخبرهم الله أن القوم قد أصابهم من ذلك مثل ما أصابكم وأن الذي أصابكم عقوبة وتفسير تلك العقوبة بعد هذا الموضع قال محمد يقال قرح وقرح وقد قرئ بهما والقرح بالضم ألم الجراح والقرح بالفتح الجراح.

{ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ } قال قتادة لولا أن الله جعلها دولا ما أوذي المؤمنون ولكن قد يدال الكافر من المؤمن ويدال المؤمن من الكافر ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه وهذا علم الفعال.