الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَٱللَّهُ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { قُلْ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ ٱلْمِهَادُ } * { قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ ٱلْعَيْنِ وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } * { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلأَنْعَامِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ } * { قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ }

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } الآية قال الحسن هذا مثل ضربه الله لمشركي العرب يقول كفروا وصنعوا كصنيع آل فرعون والذين من قبلهم من الكفار { فَأَخَذَهُمُ ٱللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ } فهزمهم يوم بدر وحشرهم إلى جهنم قال محمد الدأب في اللغة العادة يقال هذا دأبه.

{ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا } هما فئتا بدر فئة المؤمنين وفئة مشركي العرب { يَرَوْنَهُمْ مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ ٱلْعَيْنِ } قال الحسن يقول قد كان لكم أيها المشركون آية ل في فئتكم وفئة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذ ترونهم مثليكم رأي العين لما أراد الله أن يرعب قلوبهم ويخذلهم ويخزيهم وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الملائكة وجبريل يقول لقد كان لكم في هؤلاء عبرة ومتفكر أيدهم الله ونصرهم على عدوهم { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } وهم المؤمنون قال قتادة وكان المشركون آلفوا يوم بدر أو قاربوا الألف وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا.

{ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوَاتِ } قال محمد هو كقولهإِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى ٱلأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُم أَحْسَنُ عَمَلاً } [الكهف: 7] { وَٱلْقَنَاطِيرِ ٱلْمُقَنْطَرَةِ } قال قتادة يعني المال الكثير بعضه على بعض { وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ } قال الحسن يعني الراعية.

قال محمد يقال سامت الخيل فهي سائمة إذا رعت وسومتها فهي مسومة إذا رعيتها { وَٱلأَنْعَامِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } المتاع ما يستمتع به ثم يذهب { وَٱللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ ٱلْمَآبِ } المرجع للمؤمنين يعني الجنة.

{ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِّن ذٰلِكُمْ } يعني الذي ذكر من متاع الحياة الدنيا { لِلَّذِينَ ٱتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ } إلى قوله { وَرِضْوَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ }.

يحيى عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله عليه السلام: " إذا دخل أهل الجنة الجنة ورأوا ما فيها قال الله لكم عندي أفضل من هذا قالوا ربنا ليس شيء أفضل من الجنة قال بلى أحل عليكم رضواني ".