{ مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ } يعني البرد الشديد { أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ } قال مجاهد يعني نفقات الكفار لا يكون لهم في الآخرة منها ثواب وتذهب كما يذهب هذا الزرع الذي أصابته الريح فأهلكته { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ } يعني من غير المسلمين { لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً } أي شرا { وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ } أي ما ضاق بكم { قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ } أي ظهرت { وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ } في البغض والعداوة ولم يظهروا العداوة وأسروها فيما بينهم فأخبر الله بذلك عنهم رسوله. { هَآأَنْتُمْ أُوْلاۤءِ تُحِبُّونَهُمْ } يقول للمؤمنين أنتم تحبون المنافقين لأنهم أظهروا الإيمان فأحبوهم على ما أظهروا ولم يعلموا ما في قلوبهم { وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَابِ كُلِّهِ } أي وهم لا يؤمنون فيها إضمار { وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوۤاْ آمَنَّا } مخافة على دمائهم وأموالهم { وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلأَنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ } مما يجدون في قلوبهم. قال الله لنبيه { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ } الآية { إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ } يعني بالحسنة النصر { وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ } نكبة من المشركين { يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً } أي أنهم لا شوكة لهم إلا أذى بالألسنة { إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } أي يجازيهم بما يعملون.