الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ ٱلْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱبْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ ٱللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ وَمَا ٱللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعَالَمِينَ } * { وَللَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ }

{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ } إلى قوله { بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ }.

يحيى عن حماد بن سلمة عن أبي غالب قال كنت مع أبي أمامة وهو على حمار حتى انتهينا إلى درج المسجد بدمشق فإذا برءوس من رءوس الخوارج منصوبة فقال ما هذه الرءوس قالوا رءوس خوارج جيء بها من العراق فقال كلاب أهل النار كلاب أهل النار كلاب أهل النار شر قتلى تحت ظل السماء شر قتلى تحت ظل السماء شر قتلى تحت ظل السماء خير قتيل من قتلوه خير قتيل من قتلوه خير قتيل من قتلوه طوبى لمن قتلهم أو قتلوه طوبى لمن قتلهم أو قتلوه طوبى لمن قتلهم أو قتلوه ثم بكى فقلت ما يبكيك فقال رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام فخرجوا من الإسلام ثم قرأ هذه الآيةهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ } [آل عمران: 7] حتى انتهى إلى آخرها ثم قرأ هذه الآيةوَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ } [آل عمران: 105] إلى قوله { بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ } فقلت هم هؤلاء يا أبا أمامة فقال نعم فقلت شيء تقوله برأيك أم سمعت رسول الله يقوله قال إني إذن لجريء إني إذن لجريء إني إذن لجريء لقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم غير مرة ولا مرتين حتى بلغ سبعا ووضع أصبعيه في أذنيه ثم قال وإلا فصمتا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " تفرقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة واحدة في الجنة وسائرها في النار ولتزيدن عليهم هذه الأمة واحدة فواحدة في الجنة وسائرها في النار فقلت فما تأمرني قال عليك بالسواد الأعظم قال فقلت في السواد الأعظم ما قد ترى قال السمع والطاعة خير من الفرقة والمعصية ".

{ تِلْكَ آيَاتُ ٱللَّهِ } هذه آيات الله { وَإِلَىٰ ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } يعني عواقبها في الآخرة { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } يعني بتوحيد الله { وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } يعني عن الشرك بالله قال محمد قوله { كُنْتُمْ } قيل معناه أنتم.

يحيى عن أبي الأشهب عن الحسن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ".

{ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } يعني عامتهم ثم قال { مِّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ } يعني من آمن منهم { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَاسِقُونَ } يعني فسق الشرك.