الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ الۤـمۤ } * { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } * { وَلَقَدْ فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ } * { أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } * { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ } * { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعْمَلُونَ } * { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله { الۤـمۤ } قد مضى القول فيه في أول سورة البقرة { أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتْرَكُوۤاْ أَن يَقُولُوۤاْ آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ } يعني يبتلون بالجهاد في سبيل الله هم قوم كانوا بمكة ممن أسلم كان قد وضع عنهم الجهاد والنبي عليه السلام بالمدينة بعد ما افترض الجهاد وقبل منهم أن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ولا يجاهدوا ثم أذن لهم في القتال حين أخرجهم أهل مكة فلما أمروا بالجهاد كرهوا القتال { وَلَقَدْ فَتَنَّا } اختبرنا { ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ } بما أظهروا من الإيمان { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ } يعني الذين يظهرون الإيمان وقلوبهم على الكفر وهم المنافقون وهذا علم الفعال.

قال محمد معنى علم الفعال العلم الذي تقوم به الحجة وعليه يكون الجزاء وقد علم الله الصادق والكاذب قبل خلقهما.

{ أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ } يعني الشرك { أَن يَسْبِقُونَا } حتى لا نقدر عليهم فنعذبهم أي قد حسبوا ذلك وليس كما ظنوا { سَآءَ مَا } أي بئس ما { يَحْكُمُونَ } أن يظنوا أن الله خلقهم ثم لا يبعثهم فيجزيهم بأعمالهم ثم قال { مَن كَانَ يَرْجُواْ لِقَآءَ ٱللَّهِ } يقول من كان يخشى البعث وهذا المؤمن { فَإِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ لآتٍ } يعني البعث { وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ } يقول يعطيه الله ثواب ذلك.

{ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ ٱلْعَالَمِينَ } أي عن عبادتهم.

{ وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ } يعني جميع الناس بوالديه { حُسْناً } أي برا { وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي } أي أراداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم أي أنك لا تعلم أن معي شريكا يعني المؤمنين { فَلاَ تُطِعْهُمَآ }.