الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي ٱلصَّالِحِينَ } * { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } * { وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي ٱلصَّالِحِينَ } يعني مع الصالحين وهم أهل الجنة { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ } رجعت القصة إلى الكلام الأولالۤـمۤ * أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ } [العنكبوت: 1-2] إلى قوله:وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْكَاذِبِينَ } [العنكبوت: 3] فوصف المنافق في هذه الآية الآخرة فقال { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ } أي إذا أمر بالجهاد في سبيل الله فدخل عليه فيه أذى رفض ما أمر به وأقام عن الجهاد وجعل ما يدخل عليه من البلية في القتال إذا كانت بلية كعذاب الله في الآخرة لأن الله قد خوفه عذاب الآخرة وهو لا يقر به { وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ } يعني نصرا على المشركين { لَيَقُولُنَّ } يعني جماعتهم { إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } يطلبون الغنيمة قال الله { أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ } أي أنه يعلم أن هؤلاء المنافقين في صدورهم التكذيب بالله وبرسوله وهم يظهرون الإيمان { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } أي ما كان فيه من إثم فهو علينا وهذا منهم إنكار للبعث والحساب.

قال محمد ولنحمل هو أمر في تأويل الشرط والجزاء المعنى إن تتبعوا سبيلنا حملنا خطاياكم أي إن كان فيه إثم فنحن نحمله وإلى هذا ذهب يحيى.

{ وَمَا هُمْ } يعني الكافرين { بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ } يعني خطايا المؤمنين { مِّن شَيْءٍ } لو أتبعوهم { إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }.

{ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ } يعني آثام أنفسهم { وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ } يقول يحملون من ذنوب من اتبعهم على الضلالة ولا ينقص ذلك من ذنوب الذين اتبعوهم شيئا يحيى عن خالد عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله عليه السلام: " أيما داع دعا إلى هدى فاتبع عليه كان له مثل أجر من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيء وأيما داع دعا إلى ضلالة فاتبع عليها كان له مثل أوزار من اتبعه من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ".