الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } * { وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِي ٱلأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ } * { قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ }

{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ } كان ابن عمه أخي أبيه { فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ } كان عاملا لفرعون فتعدى عليهم وظلمهم { وَآتَيْنَاهُ مِنَ ٱلْكُنُوزِ } أي من الأموال يعني قارون { مَآ إِنَّ مَفَاتِحَهُ } يعني مفاتح خزائنه في تفسير بعضهم { لَتَنُوءُ بِٱلْعُصْبَةِ } أي لتثقل العصبة { أُوْلِي ٱلْقُوَّةِ } يعني الشدة وهم ها هنا أربعون رجلا.

قال محمد يقال نأت بالعصبة أي مالت بها وأنأت العصبة أي أمالتها.

قوله { لاَ تَفْرَحْ } لا تبطر { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلْفَرِحِينَ } يعني البطرين وهم المشركون الذين لا يشركون الله فيما أعطاهم.

قال محمد من الفرح ما يكون معناه الأشر والبطر قال الشاعر:
ولست بمفراح إذا الدهر سرني   ولا جازع من صرفه المتحول
يقول لست بأشر ولا بطر ليس هو من الفرح الذي معناه السرور.

{ وَٱبْتَغِ فِيمَآ آتَاكَ ٱللَّهُ } من هذه النعم { ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ } يعني الجنة { وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا } يقول اعمل في دنياك لآخرتك.

{ وَأَحْسِن } فيما افترض الله عليك { قَالَ } قارون { إِنَّمَآ أُوتِيتُهُ } يعني ما أعطي من الدنيا { عَلَىٰ عِلْمٍ عِندِيۤ } أي بقوتي وعلمي.

قال محمد قيل إنه كان أقرأ بني إسرائيل للتوراة ولذلك ادعى أن المال أعطيه لعلمه قال الله بل هي فتنة بلية.

{ أَوَلَمْ يَعْلَمْ } يعني قارون { أَنَّ ٱللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ ٱلْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً } من الجنود والرجال أي بلى قد علم { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ } المشركون لتعلم ذنوبهم من عندهم { فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ } يعني قارون { فِي زِينَتِهِ } تفسير الكلبي أنه خرج وعليه ثياب حمر على بغلة بيضاء ومعه أربعمائة جارية عليهن ثياب حمر على بغال بيض { قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا } وهم المشركون { يٰلَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَآ أُوتِيَ قَارُونُ } الآية.