الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { يٰمُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ } * { إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } * { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُواْ هَـٰذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }

{ إِذْ قَالَ مُوسَىٰ لأَهْلِهِ } قال محمد قيل المعنى اذكر إذ قال موسى لأهله.

{ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً } أي أبصرت { سَآتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ } الطريق وكان على غير طريق { أَوْ آتِيكُمْ بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ } لكي تصطلوا.

قال محمد كل ذي نور فهو شهاب في اللغة والقبس النار تقتبس تقول قبست النار قبسا واسم ما قبست قبس.

{ فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ } بأن بورك { مَن فِي ٱلنَّارِ } يعني نفسه ولم تكن نارا وإنما كان ضوء نور رب العالمين وكان موسى يرى أنها نار { وَمَنْ حَوْلَهَا } يعني الملائكة وهي في مصحف أبي بن كعب نودي أن بوركت النار ومن حولها ".

{ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَآنٌّ وَلَّىٰ مُدْبِراً } من الفرق { وَلَمْ يُعَقِّبْ } يعني ولم يرجع قال محمد قال هاهنا { كَأَنَّهَا جَآنٌّ } والجان الصغير من الحيات.

وقال في موضع آخر:فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } [الأعراف: 107، الشعراء: 32] والثعبان الكبير من الحيات قيل فالمعنى والله أعلم أن خلقها خلق الثعبان العظيم واهتزازها وحركتها كاهتزاز الجان وهذا من عظيم القدرة.

{ يٰمُوسَىٰ لاَ تَخَفْ إِنِّي لاَ يَخَافُ لَدَيَّ ٱلْمُرْسَلُونَ } أي عندي { إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ } تفسير الحسن لا يخاف لدي المرسلون في الآخرة وفي الدنيا { إِلاَّ مَن ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوۤءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ } أي فإنه لا يخاف عندي وكان موسى ممن ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فغفر الله له وهو قتل ذلك القبطي لم يتعمد قتله ولكن تعمد وكزه.

قال محمد قوله { إِلاَّ مَن ظَلَمَ } قيل هو استثناء ليس من الأول المعنى والله أعلم لكن من ظلم من المرسلين وغيرهم ثم تاب.

{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ } أي في جيبك أي في جيب قميصك { تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ } قال الحسن أخرجها والله كأنها مصباح { فِي تِسْعِ آيَاتٍ } يعني يده وعصاه والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والسنين ونقص الأموال والأنفس والثمرات قال محمد وقوله { فِي تِسْعِ } أي من تسع { فِي } بمعنى من { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً } أي: بينة.