الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنِ ٱعْبُدُواْ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } * { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ لَوْلاَ تَسْتَغْفِرُونَ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } * { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } * { وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } * { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ } * { وَمَكَرُواْ مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } * { فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوۤاْ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } * { وَأَنجَيْنَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }

{ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ } قال قتادة يقول إذا القوم بين مصدق ومكذب هذه كانت خصومتهم { قَالَ يٰقَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِٱلسَّيِّئَةِ قَبْلَ ٱلْحَسَنَةِ } والسيئة العذاب لقولهم فأتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين والحسنة الرحمة { قَالُواْ ٱطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ } قال الحسن كان قد أصابهم جوع فقالوا بشؤمك وبشؤم الذين معك أصابنا هذا { قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ ٱللَّهِ } يعني عملكم.

قال محمد المعنى ليس ذلك مني وإنما هو من الله { بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ } قال الحسن يعني تصرفون عن دينكم الذي أمركم الله به { وَكَانَ فِي ٱلْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ } قال قتادة كانوا من قوم صالح { قَالُواْ تَقَاسَمُواْ بِٱللَّهِ } أي تحالفوا { لَنُبَيِّتَنَّهُ } لنبيتن صالحا وأهله يعني الذين على دينه { ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ } أي لرهطه { مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ... * وَمَكَرُواْ مَكْراً } يعني الذي أرادوا بصالح { وَمَكَرْنَا مَكْراً } قال قتادة ذكر لنا أنه بينا هم معاينون إلى صالح ليفتكوا به إذ بعث الله عليهم صخرة فأهمدتهم { فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ } بالصخرة { وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ } بعد ذلك بالصيحة.

قال محمد من قرأ إنا بكسر الألف فالمعنى فانظر أي شيء كان عاقبة أمرهم ثم فسر فقال { أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ }.

{ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً } يقول ليس فيها أحد وكانوا بموضع يقال له الحجر.

قال محمد من قرأ { خَاوِيَةً } بالنصب فهو على الحال.