الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ } * { فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ } * { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ } * { قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }

{ قَالَ نَكِّرُواْ لَهَا عَرْشَهَا } قال قتادة وتنكيره أن يزاد فيه وينقص منه { نَنظُرْ أَتَهْتَدِيۤ } أي أتعرفه { أَمْ تَكُونُ مِنَ ٱلَّذِينَ لاَ يَهْتَدُونَ } أي أم لا تعرفه { فَلَمَّا جَآءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ } قال قتادة شبهته به وكانت قد تركته خلفها فوجدته أمامها.

{ وَأُوتِينَا ٱلْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا } سليمان يقوله يعني النبوة { وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ ٱللَّهِ } صدها أن تهتدي للحق { إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ } قال محمد من قرأ إنها بكسر الألف فهو على الاستئناف.

{ قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِي ٱلصَّرْحَ } تفسير الكلبي إن الجن استأذنوا سليمان فقالوا ذرنا فلنبن لها صرحا أي قصرا من قوارير فننظر كيف عقلها وخافت الجن أن يتزوجها سليمان فتطلعه على أشياء كانت الجن تخفيها منه.

قال يحيى بلغني أن أحد أبويها كان جنيا فلذلك تخوفوا ذلك منها.

قال الكلبي فأذن لهم فعمدوا إلى الماء ففجروه في أرض فضاء ثم أكثروا فيه من الحيتان والضفادع ثم بنوا عليه سترة من زجاج ثم بنوا حوله صرحا ممردا من قوارير والممرد الأملس ثم أدخلوا عرش سليمان وعرشها وكراسي عظماء الملوك ثم دخل سليمان ودخل معه عظماء جنوده ثم ل قيل لها ادخلي الصرح وفتح الباب فلما أرادت الدخول إذا هي بالحيتان والضفادع فظنت أنه مكر بها لتغرق ثم نظرت فإذا هي بسليمان على سريره والناس عنده على الكراسي فظنت أنها بمخاضة فكشفت عن ساقيها وكان بها برص فلما رآها سليمان كرهها فلما عرفت الجن أن سليمان قد رأى منها ما كانت تكتم من الناس قالت لها الجن لا تكشفي عن ساقيك ولا عن قدميك فإنما هو صرح من قوارير.

قال محمد كل بناء مطول صرح والممرد يقال منه مردت الشيء إذا بلطته أو ملسته ومن ذلك الأمرد الذي لا شعر في وجهه.

{ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي } أي تقصتها يعني ما كانت عليه من الكفر.