الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلَمَّا جَآءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَآ آتَانِيَ ٱللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّآ آتَاكُمْ بَلْ أَنتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ } * { ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَآ أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ } * { قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } * { قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ } * { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ }

{ ٱرْجِعْ إِلَيْهِمْ } قال قتادة يعني الرسل { فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا } أي لا طاقة { قَالَ يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا } يعني سريرها { قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ } أي مقرين بالطاعة في تفسير الكلبي { قَالَ عِفْرِيتٌ مِّن ٱلْجِنِّ } أي مارد قال محمد يقال عفر وعفريت وعفرية وعفارية إذا كان شديدا وثيقا.

{ أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ } قال قتادة ومقامه مجلسه الذي كان يقضي فيه فأراد ما هو أعجل من ذلك { قَالَ ٱلَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ ٱلْكِتَابِ } وكان رجلا من بني إسرائيل يقال له آصف يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب { أَنَاْ آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ } وطرفه أن يبعث رسولا إلى منتهى طرفه فلا يرجع إليه حتى يؤتى به فدعا الرجل باسم الله الأعظم { فَلَمَّا رَآهُ } رأى سليمان السرير { مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَـٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيۤ أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ } أي أشكر النعمة أم أكفرها { وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ }.

يحيى عن المعلى عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال " إن صاحب سليمان الذي قال أنا آتيك به كان يحسن الاسم الأكبر فدعا به وكان بينه وبينه مسيرة شهرين وهي منه على فرسخ فلما جاءه العرش كأن سليمان وجد في نفسه مثل الحسد له ثم فكر فقال أليس هذا الذي قدر على ما لم أقدر عليه مسخرا لي هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ".