الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } * { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } * { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } * { وَلاَ تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ } * { يَوْمَ لاَ يَنفَعُ مَالٌ وَلاَ بَنُونَ } * { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } * { وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ } * { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ } * { وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ } * { فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } * { وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ } * { قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } * { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } * { إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } * { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } * { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } * { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

{ وَٱجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي ٱلآخِرِينَ } فليس من أهل دين إلا وهم يتولونه ويحبونه { وَٱجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ ٱلنَّعِيمِ } وهو اسم من أسماء الجنة { وَٱغْفِرْ لأَبِيۤ إِنَّهُ كَانَ مِنَ ٱلضَّآلِّينَ } قال هذا في حياة أبيه وكان في طمع من أن يؤمن فلما تبين له أنه من أهل النار لم يدع له { إِلاَّ مَنْ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } من الشرك.

{ وَأُزْلِفَتِ ٱلْجَنَّةُ } أي أدنيت { وَبُرِّزَتِ ٱلْجَحِيمُ } أظهرت { لِلْغَاوِينَ } للمشركين.

{ وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } الله يعني الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة من عبدوا من دون الله { هَلْ يَنصُرُونَكُمْ } يعني هل يمنعونكم من عذاب الله { أَوْ يَنتَصِرُونَ } يمتنعون.

{ فَكُبْكِبُواْ فِيهَا } أي قذفوا فيها يعني المشركين { هُمْ وَٱلْغَاوُونَ } يعني الشياطين.

قال محمد { فَكُبْكِبُواْ } أصله كببوا من قولك كببت الإناء فأبدل من الباء الوسطي كافا استثقالا لاجتماع ثلاث باءات.

{ قَالُواْ } قال المشركون للشياطين { وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ } وخصومتهم تبرؤ بعضهم من بعض ولعن بعضهم بعضا { تَٱللَّهِ إِن كُنَّا } في الدنيا أي لقد كنا في الدنيا { لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } بين.

{ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي نتخذكم آلهة { وَمَآ أَضَلَّنَآ إِلاَّ ٱلْمُجْرِمُونَ } يعني الشياطين { فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ } يشفعون لنا اليوم عند الله { وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ } قريب القرابة فيحمل عنا كما كان يحمل الحميم عن حميمه في الدنيا قالوا هذا حين شفع للمذنبين من المؤمنين فأخرجوا منها { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً } رجعة إلى الدنيا { فَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.