الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيۤ إِنَّكُم مّتَّبَعُونَ } * { فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ } * { إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } * { وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ } * { وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } * { فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } * { كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } * { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ } * { فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } * { قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } * { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } * { وَأَنجَيْنَا مُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ أَجْمَعِينَ } * { ثُمَّ أَغْرَقْنَا ٱلآخَرِينَ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

{ وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِيۤ إِنَّكُم مّتَّبَعُونَ } أي يتبعكم فرعون وقومه { إِنَّ هَـٰؤُلاۤءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ } أي هم قليل في كثير.

قال محمد معنى { لَشِرْذِمَةٌ } طائفة وأصل الكلمة القلة قال قتادة ذكر لنا أن بني إسرائيل الذين قطع موسى بهم البحر كانوا ستمائة ألف مقاتل.

قال الحسن سوى الحشم وكان مقدمة فرعون ألف ألف حصان ومائتي ألف حصان { وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَآئِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ } وتقرأ { حَاذِرُونَ } قال محمد والحاذر عند أهل اللغة المستعد والحذر المتيقظ.

{ فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ } أي: أموال { وَمَقَامٍ كَرِيمٍ } منزل حسن { كَذَلِكَ } أي هكذا كان الخبر ثم انقطع الكلام ثم قال وأورثناها بني إسرائيل رجعوا إلى مصر بعد ما أهلك الله فرعون وقومه في تفسير الحسن { فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ } يعني حين أشرقت الشمس رجع إلى أول القصة.

قال محمد معنى { فَأَتْبَعُوهُم } لحقوهم ويقال أشرقنا أي دخلنا في الشروق كما يقال أمسينا وأصبحنا دخلنا في المساء والصباح ويقال شرقت الشمس إذا طلعت وأشرقت إذا أضاءت وصفت.

{ فَلَمَّا تَرَاءَى ٱلْجَمْعَانِ } جمع موسى وجمع فرعون { قَالَ أَصْحَابُ مُوسَىٰ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ } { قَالَ } موسى { كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ } إلى الطريق { فَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنِ ٱضْرِب بِّعَصَاكَ ٱلْبَحْرَ } جاءه جبريل على فرس فأمره أن يضرب البحر بعصاه فضربه { فَٱنفَلَقَ } البحر { فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَٱلطَّوْدِ ٱلْعَظِيمِ } والطود الجبل.

قال قتادة صار اثني عشر طريقا لكل سبط طريق وصار ما بين كل طريقين منه مثل القناطير ينظر بعضهم إلى بعض { وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ ٱلآخَرِينَ } قال قتادة يقول أدنينا فرعون وجنوده إلى البحر قال قتادة يقال أزلفني كذا أي أدناني منه { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } لعبرة لمن اعتبر وحذر أن ينزل به ما نزل بهم.