الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ } * { تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } * { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } * { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ } * { وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لاَ يَفْعَلُونَ } * { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }

{ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ } ألا أنبئكم { عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } يعني الكهنة { يُلْقُونَ ٱلسَّمْعَ } كانت الشياطين تصعد إلى السماء تستمع ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم فتحدث الكهنة بما تنزلت به الشياطين وتخلط به الكهنة كذبا كثيرا فيحدثون به الناس وأما ما كان من سمع السماء فيكون حقا و أما ما كان خلطوا به من الكذب يكون كذبا { وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } يعني جماعتهم { وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } يعني: الشياطين { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ } أي من أودية الكذب { يَهِيمُونَ } قال محمد يعني يذهبون.

{ وأنهم يقولون ما لا يفعلون } قال قتادة ل يعني يمدح قوما بباطل ويذم قوما بباطل ثم استثنى فقال { إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ }.

قال قتادة استثنى الله الشعراء من المؤمنين منهم حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك { وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ } أي انتصروا بالكلام يعني هجوا عن نبي الله من بعد ما ظلمهم المشركون { وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ } أشركوا من الشعراء وغيرهم { أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ } من بين يدي الله يوم القيامة أي أنهم سينقلبون من بين يديه إلى النار.

قال محمد { أَيَّ } بالنصب لأنها من أسماء الاستفهام لا يعمل فيها ما قبلها.