الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ طسۤمۤ } * { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ } * { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } * { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ } * { وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } * { فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاءُ مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } * { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى { طسۤمۤ } قال الحسن لا أدري ما تفسيرها غير أن قوما من السلف كانوا يقولون فيها أسماء السور وفواتحها { تِلْكَ آيَاتُ ٱلْكِتَابِ } هذه آيات القرآن { ٱلْمُبِينِ } البين { لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ } أي قاتل نفسك إن لم يؤمنوا بهذا القرآن أي فلا تفعل { إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ } يعني فصارت أعناقهم { لَهَا خَاضِعِينَ } قال مجاهد وذلك أنهم كانوا يسألون النبي أن يأتيهم بآية فهذا جواب لقولهم.

قال محمد فظلت معناه فتظل أعناقهم لأن الجزاء يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل تقول إن تأتني أكرمتك معناه أكرمك.

{ وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ } يعني القرآن { مِّنَ ٱلرَّحْمَـٰنِ مُحْدَثٍ إِلاَّ كَانُواْ عَنْهُ مُعْرِضِينَ } يقول كلما نزل من القرآن شيء جحدوا به { فَقَدْ كَذَّبُواْ فَسَيَأْتِيهِمْ } في الآخرة { أَنبَاءُ } أخبار { مَا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } في الدنيا يقول فسيأتيهم تحقيق ذلك الخبر بدخولهم النار { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى ٱلأَرْضِ كَمْ أَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ } يعني من كل صنف حسن فالواحد منه زوج { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً } لمعرفة بأن الذي أنبت هذه الأزواج في الأرض قادر على أن يحيى الموتى { وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّؤْمِنِينَ } يعني من مضى من الأمم { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } في نقمته { ٱلرَّحِيمُ } بخلقه فأما المؤمن فتتم عليه الرحمة في الآخرة وأما الكافر فهو ما أعطاه في الدنيا فليس له إلا رحمة الدنيا فهي زائلة عنه.