الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ ٱلْمُرْسَلِينَ } * { إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتَّقُونَ } * { إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَىٰ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ } * { فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ } * { وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } * { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { وَلاَ تُطِيعُوۤاْ أَمْرَ ٱلْمُسْرِفِينَ } * { ٱلَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } * { مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } * { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } * { وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوۤءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمٍ } * { فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ } * { فَأَخَذَهُمُ ٱلْعَذَابُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ } * { وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ }

{ أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَآ آمِنِينَ } على الاستفهام أي لا تتركون فيه { وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ } هشيم أي إذا مس تهشم للينه هذا تفسير مجاهد { وَتَنْحِتُونَ مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً فَارِهِينَ } قال مجاهد يعني شرهين وهو من شره النفس { إِنَّمَآ أَنتَ مِنَ ٱلْمُسَحَّرِينَ } تفسير الحسن ومجاهد يعني من المسحورين قال محمد كأنه فعل ذلك به مرة بعد مرة ولذلك شدد.

{ مَآ أَنتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ } قالوا له إن كنت صادقا فأخرج لنا من هذه الصخرة ناقة وكانت صخرة يحلبون عليها اللبن في سنتهم فدعا الله فتصدعت الصخرة ل فخرجت منها ناقة عشراء فنتجت فصيلا قال محمد عشراء يعني حاملا قريبة الولادة.

{ قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } كانت تشرب الماء يوما ويشربونه يوما حتى إذا كان يوم شربها شربت ماءهم كله وإذا كان يوم شربهم كان لأنفسهم ومواشيهم وأرضهم وكان سبب عقرهم إياها كانت تضر بمواشيهم كانت المواشي إذا رأتها هربت منها فإذا كان الصيف صافت الناقة بظهر الوادي في برده وخصبه وهبطت مواشيهم إلى بطن الوادي في جدبه وحره وإذا كان الشتاء شتت الناقة في بطن الوادي في دفئه وخصبه وصعدت مواشيهم إلى ظهر الوادي في جدبه وبرده حتى أضر ذلك بمواشيهم للأمر الذي أراد الله فبينما قوم منهم يوما يشربون الخمر ففني الماء الذي يمزجون به فبعثوا رجلا ليأتيهم بالماء وكان يوم شرب الناقة فرجع إليهم بغير ماء وقال حالت الناقة بيني وبين الماء ثم بعثوا آخر فقال مثل ذلك فقال بعضهم لبعض ما تنتظرون فقد أضرت بنا وبمواشينا فانبعث أشقاها فقتلها وتصايحوا وقالوا عليكم الفصيل وصعد الفصيل الجبل فقال لهم صالح:تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } [هود: 65].

قال قتادة ذكر لنا أن صالحا حين أخبرهم أن العذاب يأتيهم لبسوا الأنطاع والأكسية واطلوا وقال لهم آية ذلك أن تصفر وجوهكم في اليوم الأول وتحمر في الثاني وتسود في اليوم الثالث فلما كان في اليوم الثالث استقبل الفصيل القبلة فقال يا رب أمي يا رب أمي يا رب أمي فأرسل الله عليهم العذاب عند ذلك.