{ وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ } أي لا يعبدون { مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ } قال الحسن خاف قوم أن يؤخذوا بما عملوا في الجاهلية فأتوا رسول الله وذكروا الفواحش وقالوا قد قتلنا وفعلنا فأنزل الله { وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ } أي لا يعبدون { مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ } يعني بعد إسلامهم { وَلاَ يَزْنُونَ } يعني بعد إسلامهم { وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً } قال قتادة يعني نكالا { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ }. قال محمد تأويل الأثام في اللغة المجازاة على الشيء يقال قد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك ومن قرأ { يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ } بالجزم فلأن مضاعفة العذاب لقي الأثام ومن قرأ يضاعف بالرفع فعلى معنى التفسير كأن قائلا قال ما لقي الأثام فقيل يضاعف للآثم العذاب. { إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } قال قتادة { إِلاَّ مَن تَابَ } أي رجع من ذنبه { وَآمَنَ } بربه { وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً } فيما بينه وبين الله { فَأُوْلَـٰئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ } فأما التبديل في الدنيا فطاعة الله بعد عصيانه وذكر الله بعد نسيانه { وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى ٱللَّهِ مَتاباً } أي يقبل توبته إذا تاب قبل الموت.