الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } * { وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً } * { فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبيراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً } * { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً } * { وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً }

{ وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ } أي قسمناه يعني المطر مرة لهذه البلدة ومرة لبلدة أخرى { لِيَذَّكَّرُواْ } بهذا المطر فيعلموا أن الذي أنزل من المطر الذي يعيش به الخلق وينبت به النبات في الأرض اليابسة قادر على أن يحيى الموتى { فَأَبَىٰ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً } قال سفيان الثوري يقولون مطرنا بنوء كذا.

{ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَّذِيراً } رسولا { فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ } فيما ينهونك عنه من طاعة الله { وَجَاهِدْهُمْ بِهِ } بالقرآن وهذا الجهاد باللسان من قبل أن يؤمر بقتالهم.

{ وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أي أفاض أحدهما في الآخر { هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ } أي حلو { وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ } أي مر { وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً } أي حاجزا لا يرى لا يغلب المالح على العذب ولا العذب على المالح.

{ وَحِجْراً مَّحْجُوراً } حراما محرما أن يغلب احدهما على الآخر { وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً } خلق من النطفة إنسانا { فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً } قال محمد يعني قرابة النسب وقرابة النكاح.

{ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً } أي عوينا يقول يظاهر الشيطان على ترك أمر ربه.