الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } * { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } * { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } * { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } * { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً } * { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }

{ وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ } يعني أبي بن خلف { عَلَىٰ يَدَيْهِ } أي يأكلها ندامة.

قال مجاهد كان أبي بن خلف يحضر النبي عليه السلام فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك فهو قول أبي بن خلف في الآخرة.

{ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ } يعني محمدا { سَبِيلاً } إلى الله باتباعه { يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } يعني عقبة بن أبي معيط { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ } يعني القرآن { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } قال الله { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } يأمره بمعصية الله ثم يخذله في الآخرة { وَقَالَ ٱلرَّسُولُ يٰرَبِّ إِنَّ قَوْمِي } يعني من لم يؤمن به { ٱتَّخَذُواْ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنَ مَهْجُوراً } تفسير مجاهد يقول يهجرون بالقول فيه.

قال محمد معنى قول مجاهد جعلوه بمنزلة الهجر والهجر الهذيان وما لا ينتفع به من القول يقال فلان يهجر في منامه أي يهذي.

{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ ٱلْمُجْرِمِينَ } يعني المشركين يعزي نبيه { وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِياً } إلى دينه { وَنَصِيراً } للمؤمنين على أعدائهم { وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ } هلا { نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً } أي كما نزل على موسى وعلى عيسى قال الله { كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً } يعني وبيناه تبيينا.