الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱللَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } * { وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { لَّقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَٱللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ } * { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مُّعْرِضُونَ } * { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ يَأْتُوۤاْ إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } * { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلظَّالِمُونَ } * { إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } * { وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لاَّ تُقْسِمُواْ طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

{ يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱللَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ } كقوله:يُولِجُ ٱللَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱللَّيْلِ } [الحج: 61] هو أخذ كل واحد منهما من صاحبه.

{ وَٱللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَآبَّةٍ مِّن مَّآءٍ } يعني النطفة { فَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ } الحية { وَمِنهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَّن يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ يَخْلُقُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } أي ومنهم من يمشي على أكثر من ذلك.

{ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ... } إلى قوله { مُّعْرِضُونَ } يعني المنافقين يظهرون الإيمان ويسرون الشرك { وَإِن يَكُنْ لَّهُمُ ٱلْحَقُّ... } الآية تفسير الحسن قال كان الرجل يكون له على الرجل الحق على عهد النبي فإذا قال له انطلق معي إلى النبي فإن عرف أن الحق له ذهب معه وإن عرف أنه يطلب باطلا أبى أن يأتي النبي عليه السلام فأنزل الله { وَإِذَا دُعُوۤاْ إِلَى ٱللَّهِ... } إلى قوله { مُذْعِنِينَ } أي سراعا { أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ } وهو الشرك { أَمِ ٱرْتَابُوۤاْ } شكوا في الله وفي رسوله قاله على الاستفهام أي قد فعلوا ذلك { أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ ٱللَّهُ } أي يجوز الله { عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ } أي قد خافوا ذلك { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ ٱللَّهَ } فيما مضى من ذنوبه { وَيَتَّقْهِ } فيما بقي { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْفَآئِزُون } أي الناجون.

{ وَأَقْسَمُواْ بِٱللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ } يعني: المنافقين { لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ } إلى الجهاد قال الله { قُل لاَّ تُقْسِمُواْ } ثم استأنف الكلام فقال: { طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي طاعة معروفة خير مما تسرون من النفاق وهذا من الإضمار.