الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } * { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } * { وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } * { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ }

{ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ } التجارة الجالب للمتاع والبيع الذي يبيع على يديه { عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } ذكر الله في هذا الموضع الأذان كانوا إذا سمعوا المؤذن تركوا بيعهم وقاموا إلى الصلاة { وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ } يعني الصلوات الخمس { وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ } يعني المفروضة { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } يعني قلوب الكفار وأبصارهم وتقلب القلوب أن القلوب انتزعت من أماكنها فغصت بها الحناجر فلا هي ترجع إلى أماكنها ولا هي تخرج وأما تقلب الأبصار فالزرق بعد الكحل والعمى بعد البصر { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } ثواب ما عملوا يجزيهم به الجنة { وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ } فأهل الحنة أبدا في مزيد { وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } تفسير بعضهم لا يحاسبهم أبدا بما أعطاهم الله.

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ } قال مجاهد وهو القاع القرقرة { يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْآنُ } العطشان { مَآءً حَتَّىٰ إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً } والعطشان مثل الكافر والسراب مثل عمله يحسب أنه يغني عنه شيئا حتى يأتيه الموت فإذا جاءه الموت لم يجد عمله أغنى عنه شيئا إلا كما ينفع السراب العطشان.

قال محمد القيعة والقاع عند أهل اللغة ما انبسط من الأرض ولم يكن فيه نبات وهو الذي أراد مجاهد فالذي يسير فيه نصف النهار يرى كأن فيه ماء يجري وذلك هو السراب.

قوله { وَوَجَدَ ٱللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّـٰهُ حِسَابَهُ } يعني ثواب عمله وهو النار يوم القيامة { وَٱللَّهُ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } أي قد جاء الحساب { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ } أي عميق { يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ } يعني ظلمة البحر وظلمة السحاب وظلمة الليل هذا مثل الكافر يقول قلبه مظلم في صدر مظلم في جسد مظلم { إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا } من شدة الظلمة.