الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } * { ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَٱلزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَآ إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله { سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا } أي هذه سورة أنزلناها { وَفَرَضْنَاهَا } يعني ما فرض في هذه السورة وحد فيها من حدوده وتقرأ فرضناها بالتثقيل يعني بيناها { وَأَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } لكي تذكروا { ٱلزَّانِيَةُ وَٱلزَّانِي فَٱجْلِدُواْ كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ } هذا في الأحرار إذا لم يكونا محصنين فإن كانا محصنين رجما.

قال محمد من قرأ الزانية بالرفع فتأويله الابتداء قال الحسن والرجم في مصحف أبي بن كعب وهو في مصحفنا أيضا في سورة المائدة في قولهإِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ } [المائدة: 44] حيث رجم رسول الله اليهوديين حين ارتفعوا إليه.

يحيى عن المعلى عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قال لي أبي بن كعب يا زر كم تقرءون سورة الأحزاب قلت ثلاثا وسبعين آية قال قط قلت قط قال فوالله إن كانت لتوازي سورة البقرة وإن فيها لآية الرجم قلت وما آية الرجم يا أبا المنذر قال إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة نكالا من الله والله عزيز حكيم المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن أن عمر بن الخطاب حمد الله ثم قال أما بعد فإن هذا القرآن نزل على رسول الله فكنا نقرأ لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر وآية الرجم وإني قد خفت أن يقرأ القرآن قوم يقولون لا رجم وإن رسول الله قد رجم ورجمنا والله لولا أن يقول الناس إن عمر زاد في كتاب الله لأثبتها ولقد نزلت وكتبناها.

{ وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ ٱللَّهِ } في حكم الله قال قتادة يعني أن يجلد الجلد الشديد.

يحيى عن الخضر بن مرة عن يحيى بن أبي كثير أن رسول الله عليه السلام أتاه رجل فقال أصبت حدا فأقمه علي فدعا بسوط فأتي بسوط شديد فقال سوط دون هذا فأتي بسوط منكسر العجز فقال فوق هذا فأتي بسوط بين السوطين فأمر به فجلد جلدا بين الجلدين.

{ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا } أي جلدهما { طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } يقال الطائفة رجل فصاعدا { ٱلزَّانِي لاَ يَنكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً } الآية تفسير بعضهم يقول نزلت في كل زان وزانية ثم نسخت.

يحيى عن نصر بن طريف قال قال سعيد بن المسيب نسختهاوَأَنْكِحُواْ ٱلأَيَامَىٰ مِنْكُمْ } [النور: 32].

{ وَحُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ } يريد لا يحل للمؤمن أن يتزوج زانية مشهورة بالزنا ولا عبدة الأصنام ولا يحل لمؤمنة أن تتزوج مشركا من عبدة الأصنام ولا مشهورا بالزنا.