الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنْكُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { لَّوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ مُّبِينٌ } * { لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } * { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَّا لَّيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ } * { وَلَوْلاۤ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَـٰذَا سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } * { يَعِظُكُمُ ٱللَّهُ أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } * { وَيُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلآيَاتِ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ جَآءُوا بِٱلإِفْكِ عُصْبَةٌ } جماعة { مِّنْكُمْ } تفسير قتادة قال هذا كان في شأن عائشة وما أذيع عليها أنها كانت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأخذ الناس في الرحيل وانقطعت قلادة لها فطلبتها في المنزل ومضى الناس وقد كان صفوان بن معطل تخلف عن المنزل قبل ذلك ثم أقبل فوجد الناس قد ارتحلوا وهو على بعيره وإذا هو بعائشة فجاء ببعيره وولاها ظهره حتى ركبت ثم قادها فجاء وقد نزل الناس فتكلم في ذلك قوم فاتهموها.

قال يحيى بلغني أن عبد الله بن أبي ابن سلول وحسان بن ثابت ومسطحا وحمنة بنت جحش هم الذين تكلموا في ذلك ثم شاع ذلك في الناس فزعموا أن رسول الله عليه السلام لما أنزل الله عذرها جلد كل واحد منهما الحد.

{ لاَ تَحْسَبُوهُ } يعني عائشة وصفوان { شَرّاً لَّكُمْ } يعني ما قيل فيهما { بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ } يعني الذين قالوا ما قالوا { مَّا ٱكْتَسَبَ مِنَ ٱلإِثْمِ } على قدر ما أشاع { وَٱلَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ } يعني بدأ به منهم { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } قال بعضهم هو عبد الله بن أبي ابن سلول المنافق { لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } جهنم.

{ لَّوْلاۤ } هلا { إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَٱلْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ } أي بإخوانهم { خَيْراً وَقَالُواْ هَـٰذَآ إِفْكٌ } كذب { مُّبِينٌ } بين { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَآ أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ } فيها تقديم يقول ولولا فضل الله عليكم ورحمته لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم في الدنيا والآخرة والإفاضة فيه كان إذا لقي الرجل الرجل فيقول أما بلغك ما قيل من أمر عائشة وصفوان { إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ } يعني يرويه بعضكم عن بعض { سُبْحَانَكَ هَـٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ } أي كذب.

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلْفَاحِشَةُ } يعني أن تنتشر { فِي ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةِ } وهم المنافقون كانوا يحبون ذلك ليعيبوا به النبي عليه السلام ويغيظوه وعذاب الدنيا للمنافقين أن تؤخذ منهم الزكاة وما ينفقون في الغزو كرها { وَلَوْلاَ فَضْلُ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ } أي لأهلككم فاستأصلكم يعني الذين قالوا ما قالوا وليس يعني بالفضل وبالرحمة عبد الله بن أبي ابن سلول فيهم وقد ذكر عبد هذه الآية أنه في النار قال { وَأَنَّ ٱللَّهَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } بالمؤمنين.