الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ ٱخْتِلاَفُ ٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } * { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } * { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَآؤُنَا هَـٰذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } * { قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } * { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } * { قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجْيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } * { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ }

{ وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنْشَأَ لَكُمُ } أي خلق { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } أقلكم من يشكر أي يؤمن { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } يقوله للمشركين يذكرهم نعمته عليهم يقول فالذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة ويحيى ويمت وله اختلاف الليل والنهار قادر على أن يحيي الموتى { بَلْ قَالُواْ مِثْلَ مَا قَالَ ٱلأَوَّلُونَ } ثم أخبر بذلك القول فقال { قَالُوۤاْ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً... } إلى قوله { أَسَاطِيرُ ٱلأَوَّلِينَ } أي كذب الأولين وباطلهم فأمر الله نبيه أن يقول لهم { قُل لِّمَنِ ٱلأَرْضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } وقال { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } أي فإذا قالوا ذلك { قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } فتؤمنوا وأنتم تقرون أن الأرض ومن فيها لله { قُلْ مَن رَّبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ ٱلسَّبْعِ وَرَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } فإذا قالوا ذلك فـ { قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ } وأنتم تقرون أن الله خالق هذه الأشياء وربها وقد كان مشركو العرب يقرون بهذا.

قال محمد قراءة يحيى (سيقولون الله) وهي قراءة أهل البصرة فيما ذكر أبو عبيد قال وعامة القراء يقرءونها (سيقولون لله).

قال وكان الكسائي يحكي عن العرب أنه يقال للرجل من رب هذه الدار فيقول لفلان بمعنى هي لفلان.

{ قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ } أي ملك كل شيء { وَهُوَ يُجْيِرُ } من يشاء فيمنعه فلا يوصل إليه { وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ } أي من أراد أن يعذبه لم يستطع أحد منعه { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ }.

قال محمد واختلف القراء أيضا في قوله { سَيَقُولُونَ لِلَّهِ } وهي في التأويل مثل التي قبلها.

{ فَأَنَّىٰ تُسْحَرُونَ } أي فكيف تسحرون عقولكم فشبههم بقوم مسحورين قال محمد وقيل المعنى كيف تخدعون وتصرفون عن هذا.